النعام
النعام في ظل الزيادة السكانية الرهيبة و الحاجة الماسة إلي توفير احتياجات الإنسان من اللحوم و بخاصة البروتين الحيواني بالإضافة لتفادى مشاكل اللحوم الحمراء من ارتفاع نسبة الكوليسترول و ظهور بعض الأمراض بها مثل جنون البقر و الحمي القلاعية, تحولت أنظار العالم أجمع إلي مصادر أخرى تكون آمنة و خالية من المخاطر ومن هذه المصادر لحم النعام. ولقد لقيت تربية النعام في الآونة الأخيرة اهتماما عالميا وازداد الطلب على جميع منتجاته من لحوم و جلود وريش و غير ذلك, كما ازدادت الحاجة إلى معرفة طبيعة و خصائص و سلوك و صفات هذا الطائر وكذلك معرفة طرق تربيته و تغذيته و كيفية إدارته على مستوى المزارع. وتهدف هذه المقالة إلى إلقاء الضوء على بعض خصائص هذا الطائر والذي انتشرت تربيته في معظم الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية و المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و دولة الكويت و سوريا. لمحة تاريخية: عرف النعام في مصر منذ آلاف السنين, منذ عصر ما قبل التاريخ حيث دل على ذلك رسوم الفراعنة على جدران المعابد و الصخور, بالإضافة إلى هذه الرسوم , كانت النعامة ترسم على الفخار كعنصر من عناصر الزخرفة كما استخدم قشر بيض النعام للزينة. وكان يصطاد النعام بواسطة الحبال أو السهام كما كانت تساعد كلاب الصيد في صيد النعام. كما يوجد على أحد جدران معبد الكرنك رسم يصور استيراد الفراعنة للنعام من بلاد بونت ( الصومال حاليا) لأن الموجود من ا لنعام في ذلك الوقت لم يكن يكفى حاجة البلاد. وكان النعام موجودا في مصر في منطقة عين شمس والمطرية, كذلك وجد في الصحراء قرب السويس و في الصحراء الغربية في الطريق إلى واحة سيوة و كذلك في جنوب شرق مصر. وتعتقد القبائل التي تسكن جنوب شرق مصر في منطقة مرسي علم على البحر الأحمر بأن المادة الموجودة داخل عظام النعام تستخدم كدهان لعلاج الروماتيزم. مراحل نمو و تطور صناعة النعام: مرت صناعة النعام حتى الآن بثلاث مراحل, كانت أولي هذه المراحل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث كان الاهتمام بهذه الصناعة يدور حول ريش النعام و حاجة الأسواق العالمية منه في ذلك الوقت. وقد كان المصريون القدماء أول من لبس ريش النعام كما تخذوه رمزا للحق والعدل و الصدق وذلك لتماثل الريشة إلى نصفين تماما, وقد ظهرت الملكة نفرتارى, إحدى أجمل وأشهر الملكات في التاريخ, وهى تزين رأسها بريش النعام, كما ظلت مصر أحد المصادر الرئيسية لإنتاج ريش النعام الذي كان يصدر لبعض الدول الأخرى. وقرب نهاية القرن الماضي ظهرت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا, في البرلمان و هى تتزين بريش النعام و لتعلن عهدا جديدا من ازدهار تجارة تلك السلعة الرائجة و بدأت معها جنوب أفريقيا تشكل المركز الرئيسي لإنتاج ريش النعام في العالم. ثم كانت المرحلة الثانية, وفيها ازداد الاهتمام بصناعة جلود النعام وازدادت حاجة الأسواق العالمية منه نظرا لمتانته و جاذبيته حيث يستخدم في صناعة الأحذية و الحقائب والملابس الفاخرة. وتلا ذلك المرحلة الثالثة, حيث ازداد الاهتمام بلحوم النعام و التي تعتبر من أجود اللحوم الحمراء (لحم النعام أحمر وليس أبيض كباقي الطيور) وذلك لارتفاع قيمتها الغذائية وخلو محتواها تقريبا من الكوليسترول كما أن ألياف اللحم لينة و لذلك فهي سهلة الهضم و سريعة الطهو. والنعام هو أكبر الطيور حجما على وجه الأرض و يتبع فصيلة الطير الذي يجرى (Ratitae) وقد قام بتسميته العالم لينيس عام 1758 باسم ( Struthio camelus) كما يطلق على النعام اسم Camel bird أي الطائر الجمل وذلك لتشابهه مع الجمل من حيث معيشته الصحراوية حيث أنه مكيف للعيش في الصحراء. وقد نشأ النعام في المناطق الجافة في أفريقيا كما وجد أيضا في الصحراء العربية وإيران وبعض المناطق الصحراوية في مصر. و مجموعة الطيور التي تجرى يتبعها أيضا كلا من الكازوارى (Cassowary) وموطنه شمال أستراليا و طائر الإيمو (Emu) موجود أيضا في استراليا و أمريكا و ارتفاعه 1.5-1.8 متر و يزن حوالي 68.6 كيلوجرام كذلك يتبع هذه المجموعة الريا الأميركي (Rhea) ويزن حوالي 38 كيلوجرام. ويوجد من النعام ثلاثة أنواع تبعا للون الرقبة و هى: [color=#0066FF]1-: أحمر الرقبة (Red Neck) [color=#000000]و يتميز بضخامة الحجم و هو شرس و عنيف وإنتاجه من البيض منخفض جدا و يصل إلى 15 بيضة في الموسم وهو قليل الاستئناس.2-: [color=#0066FF]2-أزرق الرقبة (Blue Neck) [color=#000000]وهو متوسط الحجم و متوسط إنتاجه من البيض 30-60 بيضة في الموسم ويربي في مزارع عديدة. [color=#0066FF]3-: أسود الرقبة (النعام الأفريقي الأسود Black Neck) [color=#000000]وهو أفضل الأنواع الثلاثة والأكثر استئناسا وقد تم الحصول عليه نتيجة عمليات الخلط و التهجين و يتميز بطباعه الهادئة نسبيا عن النوعين السابقين و إنتاجه غزير من البيض حيث ينتج من 60 –120 بيضة في الموسم للنعامة, و لون الريش جيد و نوعية اللحم ممتازة. وقد احتكرت دولة جنوب أفريقيا منذ ما يزيد عن 150 سنة صناعة النعام ولازالت حتى الآن المصدر الرئيسي لمنتجات النعام من اللحوم و الريش و الجلد, إلا أن الاهتمام العالمي بتربية ا لنعام قد ازداد في الآونة الأخيرة بإقامة مشروعات النعام مثل الولايات المتحدة الأميركية و هولندا و مصر والمملكة العربية السعودية و غيرهم. [color=#0066FF]صفات و خصائص طائر النعام:1- [color=#000000]1-يصل ارتفاع النعام إلى 2.5 متر و يزن حتى 150 كيلوجرام. 2-يغطى جسم الأنثى ريش رمادي اللون بينما يغطى الذكر ريش أسود لامع فيما عدا ريش الأجنحة والذيل لونه أبيض. 3-غير قادر على الطيران و يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 65 كيلومتر/ الساعة, فهو طائر عداء حيث تحتوى قدمه على إصبعين فقط أحدهما كبير وهو الذي يحمل تقل جسم النعام و نتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحة قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائر, بالإضافة إلى ذلك, فإن أرجل النعام متطورة حيث تبدأ عضلة أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالي 60 سم من الأرض. 4-النعام طائر صحراوي ويعتبر من آكلات العشب (تتكون عليقته من البرسيم و العلف المصنع) كما أنه يبتلع أي شئ من المعادن والأخشاب, لذا يجب توخى الحرص والحذر من وجود أي شئ من هذا القبيل في ملاعب النعام. 5-يمكن للنعام أن يرفس بأرجله للأمام وليس إلى الخلف أو الجانب وتصل قوة الرفسة إلى 225 كجم لكل بوصة مربعة, ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحة في شخص تمتد من قمة رأسه إلى قدمه بكل سهولة مما يؤدى إلى موته, لذا لا بد من اتخاذ الحيطة عند التعامل مع النعام و خاصة الذكور في موسم التناسل. 6-للنعام بصر حاد وقوي بدرجة فائقة, إذ يمكن للطائر أن يدقق النظر على مسافات بعيدة مما يكفل له الأمن و الحماية له ولباقي الطيور بجانبه ولذلك إذا أخذنا هذه الصفة في الاعتبار إضافة إلى الأرجل القوية لأدركنا أهمية أن تكون تحركات العمال المخالطين للطيور أن تكون هادئة و بطيئة وبدون إحداث إزعاج للطيور, إذ أن الطيور رد فعلها غريزي وخاصة عند تواجدها في مجموعات فإذا ما تحرك طائر حركة فجائية سوف يتبعه الباقون مما يعرض الطيور والعمال للخطر. 7-طائر النعام مخلوق غير ذكي وحجم مخه يساوي تقريبا حجم العين ويزن المخ حوالي 40 جرام وليس صحيحا ما يشاع عن جبن النعام وأنه يدفن رأسه في الرمال في حالة الذعر أو الخوف, وإنما تقوم الطيور بوضع رقبتها ممددة على الأرض كمحاولة منها للتمويه. 8-طائر النعام هو الطائر الوحيد الذي يمكن أن يتبول أو يتبرز كل على حدة. 9-يمتد موسم التكاثر حوالي 8 شهور كل عام ابتداء من شهر فبراير و حتى شهر أكتوبر. يصل عمر النعامة إلى 70 عاما ولكن العمر الإنتاجي أقل من ذلك, وتصل أنثى النعام إلى النضج الجنسي عند عمر 2-3 سنوات تقريبا أما الذكر فيأخذ سنة إضافية للوصول للنضج الجنسي, ويصل إنتاج البيض إلى 60-100 بيضة ويبلغ وزن البيضة 800-2000 جرام و مدة التفريخ في بيض النعام 42 يوم في المتوسط. 10-معظم الأحيان تزداد شراسة الذكور و قد تتسبب في إيذاء الأنثى وفي أحيان كثيرة يلاطف الذكر الأنثى و يقوم بعمل سلوك الغزل لجذب الأنثى تجاهه, وأثناء سلوك الجماع يقوم الذكر بالدوران حول أنثاه ثم يقوم بثني الركبتين مع رفع الأجنحة لأعلى وتحريكها مع ضرب جانبي ظهره الأيمن والأيسر برأسه محدثا صوتا مكتوما. وعند التلقيح تجثم الأنثى على الأرض عندما تطلب الذكر و عندها يعتليها الذكر واضعا قدمه اليسرى أمامها على الأرض من جهة اليسار ويرتكز بقدمه اليمني بخفة على ظهرها ناحية اليمين ثم يولج العضو الذكرى (Phallus) لداخل فتحة المجمع للأنثى وخلال ذلك يتقلب بجسمه من جانب لأخر. 11-يصل سن الذبح لقطعان التسمين في النعام إلى 12 شهر حيث يكون متوسط الوزن الحي هو 100 كيلوجرام مع التغذية الجيدة. [color=#0066FF]منتجات النعام:1 1--ريش النعام: وهو بداية الاهتمام بتربية النعام ويستخدم الريش في التنجيد الفاخر وأعمال الديكور, وبعض الإكسسوارات وفي مصانع الأجهزة الإليكترونية لإجراء النظافة الكاملة قبل تقفيل الأجهزة, وتصل الكمية المنتجة من الطائر الواحد سنويا في حال التغذية الجيدة إلى 1.5-2 كيلوجرام ريش. 2-جلد النعام: وهو المرحلة الثانية ضمن مراحل الاهتمام بتربية النعام, ويعتبر جلد النعام من أرقي وأغلي الجلود في العالم حيث يصنع منه أفخر أنواع الأحذية و الحقائب و الملابس المرتفعة الثمن حيث يمتاز بالمتانة و ارتفاع جودته وشكله الجذاب, وتنتج النعامة الواحدة حوالي 1.25-1.50 متر مربع من الجلد. 3-لحم النعام: يعتبر لحم النعام من أجود اللحوم الحمراء لارتفاع قيمته الغذائية لغناه بالبروتين والفيتامينات و ارتفاع محتواه من الحديد وانخفاض محتواه من عنصر الصوديوم, تصل نسبة التصافي إلى 50% ويعطى الطائر حوالي 40 كجم لحم مشفى. 4-بيض النعام: ويعتبر من أهم منتجات النعام, فالبيض المخصب يستخدم في إنتاج الكتاكيت و يستخدم البيض الغير مخصب كبيض مائدة ( تكفي البيضة حوالي 14 شخص) و كذلك في صناعة الحلويات أو يستخدم قشر البيض في أعمال الزينة والزخرفة و الديكور وذلك بعد تفريغ المحتويات الداخلية للبيضة حيث تتميز بالصلابة كما تعتبر القشرة مصدرا من مصادر الكالسيوم في العليقة. 5-عظام النعام: تستخدم عظامه الطويلة في عمليات النحت والزخرفة والديكور كما تستخدم لإنتاج مسحوق العظم الذي يستخدم في تصنيع العلائق إذ يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور. 6-دهن النعام: يستخدم في صناعة المستحضرات الطبية وأدوات التجميل وللجلد قدرة عالية على امتصاصه و يقوم بحماية البشرة بالإضافة إلى كونه يعالج الالتهابات الجلدية والأوجاع العضلية وأوجاع المفاصل. 7-سباق النعام: يستخدم النعام في العديد من دول العالم كحيوانات سباق وذلك لاستثمار مميزات النعام من حيث الحجم والسرعة وقوة وقدرة الأرجل على التحمل لذلك أصبح النعام عنصر من عناصر الاستثمار والجذب السياحي. 8-عيون النعام: يمكن عمل بنك لعيون لنعام واستخدامها كبديل لعيون الإنسان إذا ثبت جدواها. [color=#000000]وفي نهاية هذه ا لمقالة أتوجه بدعوة مفتوحة لكل المستثمرين ورجال الأعمال العرب بالاستثمار في مجال النعام نظرا لملائمة البلاد العربية لتربية هذا الطائر ولمزاياه المتعددة وإمكانية التصدير للدول الأجنبية التي ازداد فيها الطلب على لحوم النعام.منقول
__________________
النعام في ظل الزيادة السكانية الرهيبة و الحاجة الماسة إلي توفير احتياجات الإنسان من اللحوم و بخاصة البروتين الحيواني بالإضافة لتفادى مشاكل اللحوم الحمراء من ارتفاع نسبة الكوليسترول و ظهور بعض الأمراض بها مثل جنون البقر و الحمي القلاعية, تحولت أنظار العالم أجمع إلي مصادر أخرى تكون آمنة و خالية من المخاطر ومن هذه المصادر لحم النعام. ولقد لقيت تربية النعام في الآونة الأخيرة اهتماما عالميا وازداد الطلب على جميع منتجاته من لحوم و جلود وريش و غير ذلك, كما ازدادت الحاجة إلى معرفة طبيعة و خصائص و سلوك و صفات هذا الطائر وكذلك معرفة طرق تربيته و تغذيته و كيفية إدارته على مستوى المزارع. وتهدف هذه المقالة إلى إلقاء الضوء على بعض خصائص هذا الطائر والذي انتشرت تربيته في معظم الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية و المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و دولة الكويت و سوريا. لمحة تاريخية: عرف النعام في مصر منذ آلاف السنين, منذ عصر ما قبل التاريخ حيث دل على ذلك رسوم الفراعنة على جدران المعابد و الصخور, بالإضافة إلى هذه الرسوم , كانت النعامة ترسم على الفخار كعنصر من عناصر الزخرفة كما استخدم قشر بيض النعام للزينة. وكان يصطاد النعام بواسطة الحبال أو السهام كما كانت تساعد كلاب الصيد في صيد النعام. كما يوجد على أحد جدران معبد الكرنك رسم يصور استيراد الفراعنة للنعام من بلاد بونت ( الصومال حاليا) لأن الموجود من ا لنعام في ذلك الوقت لم يكن يكفى حاجة البلاد. وكان النعام موجودا في مصر في منطقة عين شمس والمطرية, كذلك وجد في الصحراء قرب السويس و في الصحراء الغربية في الطريق إلى واحة سيوة و كذلك في جنوب شرق مصر. وتعتقد القبائل التي تسكن جنوب شرق مصر في منطقة مرسي علم على البحر الأحمر بأن المادة الموجودة داخل عظام النعام تستخدم كدهان لعلاج الروماتيزم. مراحل نمو و تطور صناعة النعام: مرت صناعة النعام حتى الآن بثلاث مراحل, كانت أولي هذه المراحل في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث كان الاهتمام بهذه الصناعة يدور حول ريش النعام و حاجة الأسواق العالمية منه في ذلك الوقت. وقد كان المصريون القدماء أول من لبس ريش النعام كما تخذوه رمزا للحق والعدل و الصدق وذلك لتماثل الريشة إلى نصفين تماما, وقد ظهرت الملكة نفرتارى, إحدى أجمل وأشهر الملكات في التاريخ, وهى تزين رأسها بريش النعام, كما ظلت مصر أحد المصادر الرئيسية لإنتاج ريش النعام الذي كان يصدر لبعض الدول الأخرى. وقرب نهاية القرن الماضي ظهرت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا, في البرلمان و هى تتزين بريش النعام و لتعلن عهدا جديدا من ازدهار تجارة تلك السلعة الرائجة و بدأت معها جنوب أفريقيا تشكل المركز الرئيسي لإنتاج ريش النعام في العالم. ثم كانت المرحلة الثانية, وفيها ازداد الاهتمام بصناعة جلود النعام وازدادت حاجة الأسواق العالمية منه نظرا لمتانته و جاذبيته حيث يستخدم في صناعة الأحذية و الحقائب والملابس الفاخرة. وتلا ذلك المرحلة الثالثة, حيث ازداد الاهتمام بلحوم النعام و التي تعتبر من أجود اللحوم الحمراء (لحم النعام أحمر وليس أبيض كباقي الطيور) وذلك لارتفاع قيمتها الغذائية وخلو محتواها تقريبا من الكوليسترول كما أن ألياف اللحم لينة و لذلك فهي سهلة الهضم و سريعة الطهو. والنعام هو أكبر الطيور حجما على وجه الأرض و يتبع فصيلة الطير الذي يجرى (Ratitae) وقد قام بتسميته العالم لينيس عام 1758 باسم ( Struthio camelus) كما يطلق على النعام اسم Camel bird أي الطائر الجمل وذلك لتشابهه مع الجمل من حيث معيشته الصحراوية حيث أنه مكيف للعيش في الصحراء. وقد نشأ النعام في المناطق الجافة في أفريقيا كما وجد أيضا في الصحراء العربية وإيران وبعض المناطق الصحراوية في مصر. و مجموعة الطيور التي تجرى يتبعها أيضا كلا من الكازوارى (Cassowary) وموطنه شمال أستراليا و طائر الإيمو (Emu) موجود أيضا في استراليا و أمريكا و ارتفاعه 1.5-1.8 متر و يزن حوالي 68.6 كيلوجرام كذلك يتبع هذه المجموعة الريا الأميركي (Rhea) ويزن حوالي 38 كيلوجرام. ويوجد من النعام ثلاثة أنواع تبعا للون الرقبة و هى: [color=#0066FF]1-: أحمر الرقبة (Red Neck) [color=#000000]و يتميز بضخامة الحجم و هو شرس و عنيف وإنتاجه من البيض منخفض جدا و يصل إلى 15 بيضة في الموسم وهو قليل الاستئناس.2-: [color=#0066FF]2-أزرق الرقبة (Blue Neck) [color=#000000]وهو متوسط الحجم و متوسط إنتاجه من البيض 30-60 بيضة في الموسم ويربي في مزارع عديدة. [color=#0066FF]3-: أسود الرقبة (النعام الأفريقي الأسود Black Neck) [color=#000000]وهو أفضل الأنواع الثلاثة والأكثر استئناسا وقد تم الحصول عليه نتيجة عمليات الخلط و التهجين و يتميز بطباعه الهادئة نسبيا عن النوعين السابقين و إنتاجه غزير من البيض حيث ينتج من 60 –120 بيضة في الموسم للنعامة, و لون الريش جيد و نوعية اللحم ممتازة. وقد احتكرت دولة جنوب أفريقيا منذ ما يزيد عن 150 سنة صناعة النعام ولازالت حتى الآن المصدر الرئيسي لمنتجات النعام من اللحوم و الريش و الجلد, إلا أن الاهتمام العالمي بتربية ا لنعام قد ازداد في الآونة الأخيرة بإقامة مشروعات النعام مثل الولايات المتحدة الأميركية و هولندا و مصر والمملكة العربية السعودية و غيرهم. [color=#0066FF]صفات و خصائص طائر النعام:1- [color=#000000]1-يصل ارتفاع النعام إلى 2.5 متر و يزن حتى 150 كيلوجرام. 2-يغطى جسم الأنثى ريش رمادي اللون بينما يغطى الذكر ريش أسود لامع فيما عدا ريش الأجنحة والذيل لونه أبيض. 3-غير قادر على الطيران و يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 65 كيلومتر/ الساعة, فهو طائر عداء حيث تحتوى قدمه على إصبعين فقط أحدهما كبير وهو الذي يحمل تقل جسم النعام و نتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحة قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائر, بالإضافة إلى ذلك, فإن أرجل النعام متطورة حيث تبدأ عضلة أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالي 60 سم من الأرض. 4-النعام طائر صحراوي ويعتبر من آكلات العشب (تتكون عليقته من البرسيم و العلف المصنع) كما أنه يبتلع أي شئ من المعادن والأخشاب, لذا يجب توخى الحرص والحذر من وجود أي شئ من هذا القبيل في ملاعب النعام. 5-يمكن للنعام أن يرفس بأرجله للأمام وليس إلى الخلف أو الجانب وتصل قوة الرفسة إلى 225 كجم لكل بوصة مربعة, ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحة في شخص تمتد من قمة رأسه إلى قدمه بكل سهولة مما يؤدى إلى موته, لذا لا بد من اتخاذ الحيطة عند التعامل مع النعام و خاصة الذكور في موسم التناسل. 6-للنعام بصر حاد وقوي بدرجة فائقة, إذ يمكن للطائر أن يدقق النظر على مسافات بعيدة مما يكفل له الأمن و الحماية له ولباقي الطيور بجانبه ولذلك إذا أخذنا هذه الصفة في الاعتبار إضافة إلى الأرجل القوية لأدركنا أهمية أن تكون تحركات العمال المخالطين للطيور أن تكون هادئة و بطيئة وبدون إحداث إزعاج للطيور, إذ أن الطيور رد فعلها غريزي وخاصة عند تواجدها في مجموعات فإذا ما تحرك طائر حركة فجائية سوف يتبعه الباقون مما يعرض الطيور والعمال للخطر. 7-طائر النعام مخلوق غير ذكي وحجم مخه يساوي تقريبا حجم العين ويزن المخ حوالي 40 جرام وليس صحيحا ما يشاع عن جبن النعام وأنه يدفن رأسه في الرمال في حالة الذعر أو الخوف, وإنما تقوم الطيور بوضع رقبتها ممددة على الأرض كمحاولة منها للتمويه. 8-طائر النعام هو الطائر الوحيد الذي يمكن أن يتبول أو يتبرز كل على حدة. 9-يمتد موسم التكاثر حوالي 8 شهور كل عام ابتداء من شهر فبراير و حتى شهر أكتوبر. يصل عمر النعامة إلى 70 عاما ولكن العمر الإنتاجي أقل من ذلك, وتصل أنثى النعام إلى النضج الجنسي عند عمر 2-3 سنوات تقريبا أما الذكر فيأخذ سنة إضافية للوصول للنضج الجنسي, ويصل إنتاج البيض إلى 60-100 بيضة ويبلغ وزن البيضة 800-2000 جرام و مدة التفريخ في بيض النعام 42 يوم في المتوسط. 10-معظم الأحيان تزداد شراسة الذكور و قد تتسبب في إيذاء الأنثى وفي أحيان كثيرة يلاطف الذكر الأنثى و يقوم بعمل سلوك الغزل لجذب الأنثى تجاهه, وأثناء سلوك الجماع يقوم الذكر بالدوران حول أنثاه ثم يقوم بثني الركبتين مع رفع الأجنحة لأعلى وتحريكها مع ضرب جانبي ظهره الأيمن والأيسر برأسه محدثا صوتا مكتوما. وعند التلقيح تجثم الأنثى على الأرض عندما تطلب الذكر و عندها يعتليها الذكر واضعا قدمه اليسرى أمامها على الأرض من جهة اليسار ويرتكز بقدمه اليمني بخفة على ظهرها ناحية اليمين ثم يولج العضو الذكرى (Phallus) لداخل فتحة المجمع للأنثى وخلال ذلك يتقلب بجسمه من جانب لأخر. 11-يصل سن الذبح لقطعان التسمين في النعام إلى 12 شهر حيث يكون متوسط الوزن الحي هو 100 كيلوجرام مع التغذية الجيدة. [color=#0066FF]منتجات النعام:1 1--ريش النعام: وهو بداية الاهتمام بتربية النعام ويستخدم الريش في التنجيد الفاخر وأعمال الديكور, وبعض الإكسسوارات وفي مصانع الأجهزة الإليكترونية لإجراء النظافة الكاملة قبل تقفيل الأجهزة, وتصل الكمية المنتجة من الطائر الواحد سنويا في حال التغذية الجيدة إلى 1.5-2 كيلوجرام ريش. 2-جلد النعام: وهو المرحلة الثانية ضمن مراحل الاهتمام بتربية النعام, ويعتبر جلد النعام من أرقي وأغلي الجلود في العالم حيث يصنع منه أفخر أنواع الأحذية و الحقائب و الملابس المرتفعة الثمن حيث يمتاز بالمتانة و ارتفاع جودته وشكله الجذاب, وتنتج النعامة الواحدة حوالي 1.25-1.50 متر مربع من الجلد. 3-لحم النعام: يعتبر لحم النعام من أجود اللحوم الحمراء لارتفاع قيمته الغذائية لغناه بالبروتين والفيتامينات و ارتفاع محتواه من الحديد وانخفاض محتواه من عنصر الصوديوم, تصل نسبة التصافي إلى 50% ويعطى الطائر حوالي 40 كجم لحم مشفى. 4-بيض النعام: ويعتبر من أهم منتجات النعام, فالبيض المخصب يستخدم في إنتاج الكتاكيت و يستخدم البيض الغير مخصب كبيض مائدة ( تكفي البيضة حوالي 14 شخص) و كذلك في صناعة الحلويات أو يستخدم قشر البيض في أعمال الزينة والزخرفة و الديكور وذلك بعد تفريغ المحتويات الداخلية للبيضة حيث تتميز بالصلابة كما تعتبر القشرة مصدرا من مصادر الكالسيوم في العليقة. 5-عظام النعام: تستخدم عظامه الطويلة في عمليات النحت والزخرفة والديكور كما تستخدم لإنتاج مسحوق العظم الذي يستخدم في تصنيع العلائق إذ يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور. 6-دهن النعام: يستخدم في صناعة المستحضرات الطبية وأدوات التجميل وللجلد قدرة عالية على امتصاصه و يقوم بحماية البشرة بالإضافة إلى كونه يعالج الالتهابات الجلدية والأوجاع العضلية وأوجاع المفاصل. 7-سباق النعام: يستخدم النعام في العديد من دول العالم كحيوانات سباق وذلك لاستثمار مميزات النعام من حيث الحجم والسرعة وقوة وقدرة الأرجل على التحمل لذلك أصبح النعام عنصر من عناصر الاستثمار والجذب السياحي. 8-عيون النعام: يمكن عمل بنك لعيون لنعام واستخدامها كبديل لعيون الإنسان إذا ثبت جدواها. [color=#000000]وفي نهاية هذه ا لمقالة أتوجه بدعوة مفتوحة لكل المستثمرين ورجال الأعمال العرب بالاستثمار في مجال النعام نظرا لملائمة البلاد العربية لتربية هذا الطائر ولمزاياه المتعددة وإمكانية التصدير للدول الأجنبية التي ازداد فيها الطلب على لحوم النعام.منقول
__________________