الروميساء
لقب للصحابية الجليلة ام سليم
التى اشتهرت وافتخزت بأن تكون اول امرأه يكون مهرها الأسلام
فأتمنى من اخواتى الفضليات أن تكون هذه الصحابية الجليلة حافزا قويا لكل المسلمات نحو الإقتداء بهؤلاء الصحابيات الفضليات
المعنى اللغوى لاسم روميساء
قيل: المستترة او المغطاه
وقيل:ان الأصل فى الاسم هو الروميصاء ومع الوقت والنطق المتغير تحول الى روميساء وهى كحيلة العين
وذكر ايضا : بأنه اسم نهر فى الجنة
اسمها ونسبها :
أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء او الروميساء
وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندببن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية فهي من بني النجار أخوال رسول الله . لأن آمنة بنت وهب من بني النجار
أخوها:
حرام بن ملحان، الشهيد الذي قال يوم بئر معونة: (فزت ورب الكعبة) وذلك حين طعنه المشركون من ظهره غدرا، بحربة خرجت من صدره رضي الله عنه. وقصة بئر معونة مسجلة في كتب السيرة والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم .
وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار
والآن هيا اخوانى و أخواتي الغاليات معي لكي نرى المواقف العظيمة لهذه المرأة المسلمة الصحابية الجليلة
الموقف الأول: أم سليم الأنصارية والزواج
لقد أولى الإسلام الزواج اهتما خاصا لما فيه من أثر عظيم في تكوين اللبنة الأولى للمجتمع، فقال مخاطبا الأزواج: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" .
وفي المقابل قال : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض .
فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا ننظر إلى أم سليم الأنصارية رضي الله عنها كيف كان زواجها في الجاهلية والإسلام
عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت مالك بن النضر،
فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها، وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم يقبل هدى الله، ولم يستطع أن يقاوم الدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام فخرج إلى الشام فهلك هناك
: والذي يظهر لي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا وراءه زوجته وابنه الوحيد إلا بعد أن يئس أن يثني أم سليم عن الإسلام فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضي الله عنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير الزوج في زوجته وأولاده،
فاختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل،
ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب
زواجها في الإسلام
أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة
فانظروا اخوانى الفضلاء
كيف أن أم سليم أرخصت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت الحكمة للوصول إلى هدفها،
فهي من جهة بينت له ضلال ما هو عليه من عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يرد) أي أن فيك من صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل رغبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سببا في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله- بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. ".
: الموقف الثاني: أم سليم الأنصارية مع ابنها أنس بن مالك في تربيته
حينما قدم النبي المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي فرحين مستبشرين بمقدمه ..
فأقبلت الأفواج لزيارته ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك ..
وبذلك فاشتهر أنس رضي الله عنه بخادم رسول الله .
: وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها :
* أن خدمة النبي من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن تنال هي وأبنها رضي الله عنهما أجرا عظيما عند الله تعالى
أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي *
* ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها،
وذلك حين جاء النبي إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته وهم بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي خويصة" (تصغير خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له) يقول أنس! فإني لمن أكثر الأنصار مال)
أرأيتم كيف أن أم سليم رضي الله عنها اعتنت بابنها اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل الحرص على أن يحصل على خير الدنيا والآخرة؟
اين نحن من ذلك!!!!
الموقف الثالث: أم سليم الأنصارية والتسليم بقضاء الله وقدر:
وهذا الموقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها أظهرت فيه قوة وثباتا على تحمل المكاره والاستسلام لقضاء الله وقدره مع الرضا،
وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه
أنه " مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع مثل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها،
قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟
قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني
فصلى أبو طلحة مع النبي ثم أخبر النبي بما كان منهما، فقال رسول الله : ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما) "
قال سفيان: قال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .
هل قرأتم اخوانى الفضلاء أو سمعتم في التاريخ امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو حزن فضلا عن البكاء والعويل ثم تقوم بخدمة زوجها وتهيء نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث شيء؟
الموقف الرابع : أم سليم الأنصارية وشدة حرصها على التبرك بالنبي :
وفي رواية عند مسلم قال أنس رضي الله عنه: دخل علينا النبي فقال عندها (أي من القيلولة) فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب ".
ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي وهذا الأمر في حياته أما بعد مماته .. فلا
ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به ...
الموقف الخامس: أم سليم والجهاد في سبيل الله
قال أنس رضي الله عنه " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي قال: و لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم رضي الله عنهما وإنهما لمشمرتان- أي قدم سوقهن- تنقزان (وقال غيره: تنقلان) القرب على متونهما (أي ظهورهما) ثم تفرغانه في أفواه القوم فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم) .
أنظروا أخواتي واخوانى
الله كبر لقد ثبتت أم سليم وعائشة- رضي الله عنهما- حين انهزم معظم الرجال تقومان فيه بالإسعافات الأولية للجرحى وتساعدان من بقي من الرجال في المعركة.
من مناقبها وفضائلها:
عن النبي قال دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك. والخشفة هي حركة المشي وصوته.
وكان النبي () لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم فإنه كان يدخل عليها فقيل له في ذلك فقال إني أرحمها قتل أخوها معي.(4)
وقالت رضي الله عنها: لقد دعا لي رسول الله حتى ما أريد زيادة.
ومما يدل علي وفاء أم سليم بالعهد عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتان. أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى
من مواقفها مع الرسول :
جاءت أم سليم (وهي جدة إسحاق) إلى رسول الله () فقالت له وعائشة عنده يا رسول الله المرأة التي ترى ما يرى الرجل في المنام فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه فقالت عائشة يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال لعائشة بل أنت فتربت يمينك نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك.(5)
وفي أحد الأيام قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله () ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلقت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله( ) قال فذهبت به فوجدت رسول الله في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله ( أرسلك أبو طلحة ). فقلت نعم قال ( بطعام ). قلت نعم فقال رسول الله لمن معه ( قوموا ). فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله وأبو طلحة معه فقال رسول الله ( هلمي يا أم سليم ما عندك ). فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ثم قال رسول الله فيه ما شاء أن يقول ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.(6)
قالت أم سليم [رضي الله عنها ] أنها سمعت رسول الله () يقول: ما من امرأين مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل الله ورحمته إياهم.(7)
أم سليم وبشارتها بالجنة:
غاية ما يتمنى المرء في هذه الدنيا أن يبشر بالجنة ونعيمها، وهو على قيد الحياة من قبل من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فتلك سعادة لا تدانيها أية سعادة، وقد أعطى الله أم سليم رضي الله عنها هذا الفضل العظيم بمنه وكرمه على لسان نبيه .
فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما قال: قال النبي : (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن؟ فقال: لعمر فأردت أن أدخله، فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله: أعليك أغار".
.
وفي رواية لمسلم " فسمعت خشفة فقلت: من هذه؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك).
وفاة أم سليم الأنصارية :
توفيت رضي الله عنها في حدود الأربعين في خلافة معاوية فرضي الله عن أم سليم وأرضاها
وأعطت بذلك صوره مشرقة عن المرأة المسلمة وكيف أنها تستطيع أن تؤدي دورها المنوط بها في المجتمع كامرأة مع المحافظة على القيم والتعاليم الإسلامية.
أفلا يجدر بالمرأة المسلمة أن تتخـذ بأم سليم وغيرها من الصحابيات قدوة لـها دون أن تغتر بدعوات المغرضين الذين يتخذون المرأة وسيلة لتحقيق أهدافهم في المجتمع باسم الحرية والمساواة
لقب للصحابية الجليلة ام سليم
التى اشتهرت وافتخزت بأن تكون اول امرأه يكون مهرها الأسلام
فأتمنى من اخواتى الفضليات أن تكون هذه الصحابية الجليلة حافزا قويا لكل المسلمات نحو الإقتداء بهؤلاء الصحابيات الفضليات
المعنى اللغوى لاسم روميساء
قيل: المستترة او المغطاه
وقيل:ان الأصل فى الاسم هو الروميصاء ومع الوقت والنطق المتغير تحول الى روميساء وهى كحيلة العين
وذكر ايضا : بأنه اسم نهر فى الجنة
اسمها ونسبها :
أم سليم اشتهرت بكنيتها واختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل مليكة كما أنها وصفت بأوصاف كثيرة منها الغميصاء أو الرميصاء او الروميساء
وهي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندببن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار. الأنصارية النجارية المدنية فهي من بني النجار أخوال رسول الله . لأن آمنة بنت وهب من بني النجار
أخوها:
حرام بن ملحان، الشهيد الذي قال يوم بئر معونة: (فزت ورب الكعبة) وذلك حين طعنه المشركون من ظهره غدرا، بحربة خرجت من صدره رضي الله عنه. وقصة بئر معونة مسجلة في كتب السيرة والبخاري ومسلم وأحمد وغيرهم .
وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار
والآن هيا اخوانى و أخواتي الغاليات معي لكي نرى المواقف العظيمة لهذه المرأة المسلمة الصحابية الجليلة
الموقف الأول: أم سليم الأنصارية والزواج
لقد أولى الإسلام الزواج اهتما خاصا لما فيه من أثر عظيم في تكوين اللبنة الأولى للمجتمع، فقال مخاطبا الأزواج: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" .
وفي المقابل قال : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض .
فإذا كان الأمر كذلك فتعالوا ننظر إلى أم سليم الأنصارية رضي الله عنها كيف كان زواجها في الجاهلية والإسلام
عاشت في بداية حياتها كغيرها من الفتيات في الجاهلية قبل مجيء الإسلام فتزوجت مالك بن النضر،
فلما جاء الله بالإسلام، وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار أسلمت مع السابقين إلى الإسلام وعرضت الإسلام على زوجها مالك بن النضر، فغضب عليها، وكان قد عشش الشيطان في رأسه، فلم يقبل هدى الله، ولم يستطع أن يقاوم الدعوة لأن المدينة صارت دار إسلام فخرج إلى الشام فهلك هناك
: والذي يظهر لي أن زوجها لم يخرج إلى الشام تاركا وراءه زوجته وابنه الوحيد إلا بعد أن يئس أن يثني أم سليم عن الإسلام فصار هذا أول موقف يسجل لأم سليم رضي الله عنها وأرضاها لأننا نعلم حجم تأثير الزوج في زوجته وأولاده،
فاختيار أم سليم الأنصارية الإسلام على زوجها في ذلك الوقت المبكر ينبيء عن عزيمة أكيدة، وإيمان راسخ في وقت كان الاعتماد في تدبير البيت والمعاش وغير ذلك من أمور الحياة على الرجل،
ولم تكن المرأة قبيل مجيء الإسلام تساوي شيئا، فكونها أخذت هذا القرار من الانفصال بسبب الإسلام عن زوجها الذي في نظرها يعتبر كل شيء في ذلك الوقت فيه دلالة على ما تمتاز به هذه المرأة المسلمة من الثبات على المبدأ مهما كلفها من متاعب
زواجها في الإسلام
أما زواجها في الإسلام فذاك هو العجب بعينه ولم يتكرر في التاريخ مثله فعن أنس رضي الله عنه قال: " خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك رجل كافر، وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم فذاك مهري، لا أسأل غيره، فأسلم وتزوجها أبو طلحة
فانظروا اخوانى الفضلاء
كيف أن أم سليم أرخصت نفسها في سبيل دينها ومبدئها وكيف أنها استعملت الحكمة للوصول إلى هدفها،
فهي من جهة بينت له ضلال ما هو عليه من عبادة الأشجار والأوثان وذلك ما تستقبحه الطبائع السليمة ومن جهة ثانية مدحته بما فيه من الخصال الطيبة وأثنت عليه بقولها (مثلك لا يرد) أي أن فيك من صفات الرجولة والحسب والجاه ما يدعو للزواج منك لولا هذه الخصلة من الكفر، ثم لم تقف عند هذا الحد بل رغبته في الزواج منها بأن أسقطت مهرها مقابل إسلامه، فكانت بذلك أول امرأة جعلت مهرها إسلام زوجها فصارت سببا في دخول أبي طلحة في الإسلام فحازت بذلك على الفضيلة التي وعد بها رسول الله- بقوله: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. ".
: الموقف الثاني: أم سليم الأنصارية مع ابنها أنس بن مالك في تربيته
حينما قدم النبي المدينة كانت الأنصار ومن كان فيها من المهاجرين مشغولين باستقبال النبي فرحين مستبشرين بمقدمه ..
فأقبلت الأفواج لزيارته ، فخرجت أم سليم الأنصارية من بين هذه الجموع، ومعها ابنها أنس رضي الله عنهما فقالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك ..
وبذلك فاشتهر أنس رضي الله عنه بخادم رسول الله .
: وكانت أم سليم رضي الله عنها بفطنتها وذكائها ترمي من وراء ذلك تحقيق مقاصد شرعية عظيمة منها :
* أن خدمة النبي من أفضل القربات التي يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى فأحبت أن تنال هي وأبنها رضي الله عنهما أجرا عظيما عند الله تعالى
أن يتربى ابنها أنس في بيت النبوة ليتخلق بأخلاق النبي *
* ثم أرادت أم سليم أن تقدم لابنها أفضل جائزة تقدمها والدة لولدها،
وذلك حين جاء النبي إلى بيت أم سليم فلما انتهى من حاجته وهم بالرجوع قالت له أم سليم رضي الله عنها: " يا رسول الله إن لي خويصة" (تصغير خاصة) قال: " ما هي؟! قالت: خادمك رضي الله عنه (قال أنس) فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي (اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له) يقول أنس! فإني لمن أكثر الأنصار مال)
أرأيتم كيف أن أم سليم رضي الله عنها اعتنت بابنها اليتيم وأحاطته بكل عناية، وحرصت عليه كل الحرص على أن يحصل على خير الدنيا والآخرة؟
اين نحن من ذلك!!!!
الموقف الثالث: أم سليم الأنصارية والتسليم بقضاء الله وقدر:
وهذا الموقف هو من أعجب المواقف التي سجلت لأم سليم رضي الله عنها أظهرت فيه قوة وثباتا على تحمل المكاره والاستسلام لقضاء الله وقدره مع الرضا،
وفي رواية لمسلم من حديث أنس رضي الله عنه
أنه " مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع مثل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها،
قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم الهم أن يمنعوهم؟
قال: لا، قالت: فاحتسب ابنك فغضب وقال: تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني
فصلى أبو طلحة مع النبي ثم أخبر النبي بما كان منهما، فقال رسول الله : ( لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما) "
قال سفيان: قال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قرأوا القران .
هل قرأتم اخوانى الفضلاء أو سمعتم في التاريخ امرأة توفى ابنها، وهو ما يزال في بيتها قبل دفنه فلا يظهر منها أي جزع أو حزن فضلا عن البكاء والعويل ثم تقوم بخدمة زوجها وتهيء نفسها له حتى يقضي وطره منها كأن لم يحدث شيء؟
الموقف الرابع : أم سليم الأنصارية وشدة حرصها على التبرك بالنبي :
وفي رواية عند مسلم قال أنس رضي الله عنه: دخل علينا النبي فقال عندها (أي من القيلولة) فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب ".
ولكن ينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التبرك بأحد غير النبي وهذا الأمر في حياته أما بعد مماته .. فلا
ولم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا التابعين وهم أحرص الناس على فعل الخير ولما لم يفعل ذلك أحد منهم دل ذلك على أن التبرك خاص به ...
الموقف الخامس: أم سليم والجهاد في سبيل الله
قال أنس رضي الله عنه " لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي قال: و لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم رضي الله عنهما وإنهما لمشمرتان- أي قدم سوقهن- تنقزان (وقال غيره: تنقلان) القرب على متونهما (أي ظهورهما) ثم تفرغانه في أفواه القوم فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم) .
أنظروا أخواتي واخوانى
الله كبر لقد ثبتت أم سليم وعائشة- رضي الله عنهما- حين انهزم معظم الرجال تقومان فيه بالإسعافات الأولية للجرحى وتساعدان من بقي من الرجال في المعركة.
من مناقبها وفضائلها:
عن النبي قال دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك. والخشفة هي حركة المشي وصوته.
وكان النبي () لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم فإنه كان يدخل عليها فقيل له في ذلك فقال إني أرحمها قتل أخوها معي.(4)
وقالت رضي الله عنها: لقد دعا لي رسول الله حتى ما أريد زيادة.
ومما يدل علي وفاء أم سليم بالعهد عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أخذ علينا النبي عند البيعة أن لا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ وامرأتان. أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ وامرأة أخرى
من مواقفها مع الرسول :
جاءت أم سليم (وهي جدة إسحاق) إلى رسول الله () فقالت له وعائشة عنده يا رسول الله المرأة التي ترى ما يرى الرجل في المنام فترى من نفسها ما يرى الرجل من نفسه فقالت عائشة يا أم سليم فضحت النساء تربت يمينك فقال لعائشة بل أنت فتربت يمينك نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذاك.(5)
وفي أحد الأيام قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله () ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلقت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله( ) قال فذهبت به فوجدت رسول الله في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي رسول الله ( أرسلك أبو طلحة ). فقلت نعم قال ( بطعام ). قلت نعم فقال رسول الله لمن معه ( قوموا ). فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله بالناس وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله فأقبل رسول الله وأبو طلحة معه فقال رسول الله ( هلمي يا أم سليم ما عندك ). فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ثم قال رسول الله فيه ما شاء أن يقول ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ( ائذن لعشرة ). فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.(6)
قالت أم سليم [رضي الله عنها ] أنها سمعت رسول الله () يقول: ما من امرأين مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل الله ورحمته إياهم.(7)
أم سليم وبشارتها بالجنة:
غاية ما يتمنى المرء في هذه الدنيا أن يبشر بالجنة ونعيمها، وهو على قيد الحياة من قبل من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فتلك سعادة لا تدانيها أية سعادة، وقد أعطى الله أم سليم رضي الله عنها هذا الفضل العظيم بمنه وكرمه على لسان نبيه .
فقد روى البخاري من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما قال: قال النبي : (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقال: بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن؟ فقال: لعمر فأردت أن أدخله، فأنظر إليه فذكرت غيرتك فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله: أعليك أغار".
.
وفي رواية لمسلم " فسمعت خشفة فقلت: من هذه؟ قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك).
وفاة أم سليم الأنصارية :
توفيت رضي الله عنها في حدود الأربعين في خلافة معاوية فرضي الله عن أم سليم وأرضاها
وأعطت بذلك صوره مشرقة عن المرأة المسلمة وكيف أنها تستطيع أن تؤدي دورها المنوط بها في المجتمع كامرأة مع المحافظة على القيم والتعاليم الإسلامية.
أفلا يجدر بالمرأة المسلمة أن تتخـذ بأم سليم وغيرها من الصحابيات قدوة لـها دون أن تغتر بدعوات المغرضين الذين يتخذون المرأة وسيلة لتحقيق أهدافهم في المجتمع باسم الحرية والمساواة